ب. ليفيا موناري تكتب عن اللوحات
خفقان الوقت في لوحات صلاح
تشرفت بتلبية دعوة اصدقاء فنانين بالمشاركه بافتتاح معرض في بيت طبيب وشاعر في أحدى قرى محافظة فيتشينسا. صلاح محاميد من مواليد بلدة تحاذي الناصره، مؤسس جمعية الزيتونه النشيطه في مدينة بيلونو، ويقطن حيث يمارس مهنته كطبيب في قرية سان نازاريو ( القديس النصراوي). ان روعة، أناقة وأصالة البيت تذهل العقول للوهلة الاولى. أعمده خشبيه، أدراج، أبواب والأثاث تأخذ النظر الى حجم وجودي هادئ وغريب، الى وقت حيث يسيطر البطء على كامل الحواس ويغنيها. يقول صلاح" ان استرجاع القديم هو حاجة لي. يتميز الانسان العصري
بالعصبيه والسرعة. ويجبرتطبيق الفكر الحالي التكنولوجي نفي الذات مع كل انجزت من ارهاصات ذهنيه.
عملية النفي هي الاساس الصابغ للثوره الاوروبيه في التاريخ المعاصر والتي أدت الى انفصامات وتأطيرات مركبات الوجود الحياتي". يرافقنا صلاح في قصائده " حجاره من القدس" المنشوره في المركز العالمي للغرافيك في فينيتسيا الى عوالم قريبة مكانيا لكنها عميقه وأصيله. يرفع صوته مستعملاً لغة دانتي والبيتراركا* فاتحاً ومصطحباً القارئ ألايطالي في الدهاليز السحريه للشرق القريب.
تذكر الناقده ميلينا ميلاني في المقدمه " يلتقط صلاح محاميد حجارة طفولته ويفاعه. يرشقها في وجه الزيف. يضرب بها غموض الطرق السياسيه، الفقر، الخوف والخنوع. ان قصائده شكوى وعلينا التمحيص بها. وفيها مع كل هذا لا تنقص الروح الشاعريه أبدا. تستحوذ على ذلك الغناء الديني لذلك الذي يدعو للصلاه. من مآذن المساجد تصلنا قصائد صلاح ونحن نستقبلها".
تشير لوحات الشاعر الى نفس الايحاءات. لوحات صغيرة الحجم وأخرى عملاقه معلقه تحت السقف المائل بين الاعمده الخشبيه القديمه والتي تشتم منها عرق العمال لقرن مضى. أعمده منهمكه بتثبيت السقف. تظهر اللوحات وكأنها تطير، رسومات مؤطره مرتين وبشكل غير متدارج. بعضها تظهر ممزفه وأخرى تحتل بها الالوان الاطارات. يشكل الفراغ في أخرى جزءأ من اللوحه. نلتمس في كتابه " طفل السلام"، المنشور عام 97 عن جمعية الزيتونه في ايطاليا، البراءه، وتلقائيه الطفل الذي يواجه ببساطه الاطفال معضلات الحياه موجها حلولا عميقه المغزى. تلك الاسطوره قد أستحقت تبريكات وتشكرات قداسة البابا يوحانا للأفكار المضمونه.
عوضا عن الشعر والكتابه يفاجئنا الشاعر بريشة الرسام. " لست برسام. لقد استعملت الالوان لاستخدام أطر البيريسترويكا.استضفنا عام 93 الفنانه اولغا روساكوفا، المسؤوله الفنيه لمعهد غورباتشوف، المدرسه الحزبيه السوفييتيه سابقا. كنا مدفوعين من أيحاءات رسومها وشخصيتها المشحونه بالحلم، الخيال، حب الغير، ألاخوه ونزاهة فنها. ترك علي الحدت اسبابا جديده وأفاقا من خلالها أتمكن ان أقضي وقتي، وأطراً فارغه كنا قد استعملناها خلال المعرض. لعبت بألالوان لتعبئة ألاطر والتي كانت تبدو وحيده، حزينة. ألان وقد عانقت ألالوان أراها أفضل".
أن رسومات صلاح حركيه، تلقائيه واندفاعيه، حيث تجد الالوان تتراقص بانسجام وتتعانق، أحيانا أخر تجدها تتفارق وتتخاصم. الفنان لا يتقيد بمدرسة ولا يتابع موضوعا ما، لكنه " ببساطه أحاول أن أقضي وقتا ممتعا برفقة ألالوان. استعمله كأسلوب للتعرف على ألذهنيه الغريبه والمشحونه للفنان، بالأضاقة الى هذا تفيدني من أجل تحرير أحاسيسي في الحياة اليوميه".
تخرج صلاح في كلية الطب والجراحه في جامعة بادوفا. تكون أهداف تصرفاته ونشاطه ضمان وتوفير الاستقرار والاعتدال الصحي. يرتبط فنه بشكل قوي بالاحداث وألاحاسيس أليوميه والذي يعكس شخصيه تلقائيه تعبر عن الفرح، القلق، الاعياد وألمآسي. حكايات وأساطير. يعبر كل عمل فني عن حادث، وصف شخصيه او حاله ذهنيه ووضعيات نفسيه. هناك مجموعه من اللوحات مهداه الى الفنانه روساكوفا"رقصه الحلم الانهائيه". لوحة مهداة الى "الكاتبه ميلاني التي ترافق دورة الحياه دون كلل".وأخرى الى الصديق أبو القاسم محدثا أياه حول "بصلات سيدي سليمان والتي بسببها لم اصر شيخا ألأديار بل شاعراً في أرض الأغيار"، وأخرى مهداه الى فيدييركو غارسيا لوركا والتي "بدون العصفور المرسوم من الطفل بورتولوتسي لم يكن يكتمل".
تثير الدهشه بشكل خاص تلك اللوحات دون عنوان، حيث نشعر بأنها تشع ضوءا ساطعا لم يترتب عليه الاظهار لكنه يسيطر ويحتل مجال الرؤيه.
ماذا يحاول الفنان إيصاله من خلال تجواله المستمر؟" أحاول خلق ظرف جميل. أن أحترم عهدي مع رحلة الوقت. أن أصهر الزمان مع المكان في بوتقه واحده، ذهنيه واحده. هناك حيث اتمكن من رصد الفجر والغروب. أن أشتم عبيق الوقت. أن استمع خفقان وذبذبات الليل".
تشكل المشاعر الغنيه والبسيطه الرباط المحكم لفنان أجنبي منهمك في إسترجاع زبدة ألاشياء في محافظتنا.
ليفيا موناري
Livia Munari
نشرت في الشهريه الادبيه ريألتا فيتشينينا
Realtà Vicentina
كانون أول 2000
12
* دانتي والبتراركا هم شعراء واضعي أسس النطق بألايطاليه
------------------
Hai bisogno di informazioni?
Vuoi chiedere maggiori informazioni? Lasciami un messaggio, risponderò al più presto