جان دارك
مقابلة صحفية
- الترحال، السفر والإبحار رغبات تلتصق بنهجك الى درجة تشبيهك بعوليس العصر من قبل بروفوسور فيتسيو روجييري من جامعة السابيينسا في روما في تقديمه روايتك العلميه " بسيخياتروزي، رحلة طبيب فلسطيني في شوارع العالم وطوايا الروح". ماذا تلاحق؟
_ لن أُعمل فكري لحرق أي كوخ في العالم مجاراةً لطاغوت أغاممنون أو لشهوة الإنتقام لدى مينيلاوس، فثقافتي لم تؤهلني لهذا! ببساطه أسير في الورى، في الكتب العلميه وألأدب لإنجاز لحظه هجوع، سكينه لي وللمحيط ولا بد من تذليل العقبات والتي تزاخمت في هذا القرن أمامنا كشعب، أُريدَ له نحرَ معالم شخصيته والإنصياع لغريزة ثأر قديم عششت في عقول من يتبوأ اليوم سدة ما يسمى بالحضاره. الإجحاف كثيف ومطالِب الشائطين من ألأمم منا كفلسطينيين مُرهِقه، لكن الحلم أعلى وأبهى من معطيات الأحكام المسبقه فلا بد من السفر في رحاب تاريخنا، ذهننا، عاداتنا، تقاليدنا أسفارنا وفي بقاع الأرض .
- منذ نعومة أظافرك، كما ورد في روايتك " إسلامي " تبدأ رحلتك كمراوداً لجامع المحاميد في بلدك حيثما ُلُقبت بالشيخ. تتابع دراستك في الكليه ألأرثوذوكسيه وتناضل من خلال صفوف الحزب الشيوعي. ترفض منحة للدراسه في بلد شيوعي وتلتحق بكلية الطب والجراحه في إيطاليا الرأسماليه حيث تتخرج. تمارس المهنه لكن الرسم، الشعر والأدب يستحوذ على ذهنك. أين أنت من الحقيقه؟
_ لا توجد حقيقه مُطلقه على ألأرض سوى الإنسان. المخلوق بكل لواعجه، آماله، آلامه ومستحقاته ككائن. الحقيقه هو ما بقى على الأرض مما ينفع الناس. وما بقي على ألأرض هي تلك المقاييس الإنسانيه التي أثبتت مصداقيتها كعامل حيوي للصيروره. ومنها تعاليم أباؤنا ألأولين في التمحيص عن زبدة الأشياء. أكتشفت عندما كتبت " إسلامي " أن خياراتي مستنبطه من كوني كمسلم : "إقرأ" هي أولى ألآيات. وتعرفت على فعالية المعايير البراغماتيه التي أتبعها الغرب في ثورته التنويره والتي أخرجته من ظلام القرون الوسطى. تلك المقاييس التي أستسقاها من تخوم الحضاره العربيه: فقد ترجم منها الطب، الجبر، الهندسه، علم الفلك والإجتماع وهي التي أوصلته الى درجة تطوره هذا التكنولوجي. لمست أن معضلة ألإنقراض التي يعاني منها الغرب حالياً تنجم عن نفيه كامل شبكة العلاقات العاطفيه التي تشكل الرابط لأنسجة المجتمع الشرقي. فالغرب الحالي ليس الاّ عرب جزئي ونحن ناطقو اللغه العربيه ما زلنا نتمرغ كضحية عمليه تاريخيه مُجحفه ولا حاجة لنا لجلد الذات أو تأنيب الضمير، بل إستنفار قوانا العقليه وهضم كم التقدم العلمي والمفاهيم الفلسفيه في الغرب دون إحراج ومن ثم تلقائياً ترويض النزعات الإستعلائيه لحضارة اليوم. هذا ما فعله المبشرون والفاتحون المسلمون من آبائنا ولا خلاص لنا من هذا!
-في تقديمها لأشعارك بالإيطاليه تقول الناقده الإيطاليه ماريا نيكوزيا أن أبياتك تذكرها بتلك لناظم حكمت و لكافافيس، وفي مكان آخر تكتب الشاعره المخضرمه ميلينا ميلاني حول قصيدة حب لإمرأه أنك تعيشها أجواء لوركا ونيرودا، وتُذكر قصائد حجاره من القدس الكاتب باباتشينا بأشعار أونغاريتي وكلها أسماء مهمه ولامعه. أين أنت في العالم العربي ؟
_شرفتني ووهبتني الأريحيه تلك المقارنات لكن ليس دون أن تثقل كاهلي بمسؤوليه حاولت التهرب منها. لم يهمني قط النشر والشهره. ما نشرته كان بضرورة إقناع آخرين لي بأهمية ما أكتب. أخص الذكر الفنانه الروسيه أولغا روساكوفا والتي كانت تردد بأن أشعاري تفيد الشعب. وبحكم لعبة وافقت خوضها مع الكاتبه الإيطاليه ميلينا فنشرت ديواني ألأول في في فينيتسيا. أما رواية بسيخياتروزي فقد نشرتها بعد عشرة سنين من كتابتها إثر إشارة بروفوسوريي جامعة السابيينسا بأن تجربتي في العلاج من خلال الفن يخدم المؤسسات الطبيه. إلحاح حفيداتي، ندى، دعاء هبه وهلا نشرت بالعربيه أسطورة الطفل الذي جلب السلام. ولكل منشور قصته. لا يهمني النشر والشهره فتلك تحجم عملية الإبداع وفي حالات كثيره تشوهها. أتحرك في الفن كي أخلق رونقاً لوجودي. مغازلة المكان. الإنسجام مع تدحرج الوقت. الرصد والإستمتاع بتنفس الصبح، الإصغاء ومعاشرة خفقان الليل.
_دعنا نعود الى ما أدخرته من ألأسبوع الثقافي السعودي في تونس. ماذا تقول؟
_ جرفني الإشتياط ضد أبناء ملتي، والذي لا يوفر أحداً، لمقابلة إخواني الفنانين السعوديين في تونس. هناك وجدت على ما أشهد. فنانون، مفكرون وسياسيون يحملون على عاتقهم جمالية عبء تاريخ الصحراء العربيه. بجلد وصبر ينقلون ثوابت الإنسانيه المستقاه من تفاني الرسالات والكلام الكريم. عذاب نبيل يدعو للصمت وتقري سحر الوجود. تفاني في الإنفتاح وإحتواء زفرات متطلبات الحضاره. إسترسال لترويض آهات مسخ. هناك شرعت ذراعي وأطلقت عنان قريحتي إستعداداً لسفر جديد في باحات موطني.
قابله : أسامه الحج إسماعيل
جان دارك
Poesia
- Anno : 2010
- Disponibile : Si
- Prezzo : € 10
Editore: منشورات الزيتونة
Hai bisogno di informazioni?
Vuoi chiedere maggiori informazioni? Lasciami un messaggio, risponderò al più presto