Psichiatrosi نقديم
بقلم ماريا نيكوزيا، منشورات غابياني
Maria Nicosia، Gabiani Edizioni
البحث عن الذات
حينما قرأت مؤلف صلاح محاميد بعنوانه المشاكس " بسيكياتروزي "، اكتشفت أن كلماته تصلني من سواحل أمالفي* الغناءه، من تلك الارجوانه الربانيه والتي بجمالها قد سحرت شعراء، كتاب وموسيقيين، ومن أوائلهم أذكر فاغنر.
أعتقد أن صفاء الجو هناك قد ساهم بحد ما لاستئصال الافكار الراقيه لللاشكاليات التي يطرحها الكاتب، في تتطرفه لموضوع ذو حساسيه قصوى كما نجده في جمال الحكمه التي يقدمها كمبحر في البسيكياتريا ( الطب النفسي) وفي الفنون.
في سرده الروائي الدقيق والحاسم، نلتقي من حين لآخر، بقصائد جامحه يقدمها لرفيقته. كوكا، التي تلح عليه وتطالبه باللاهتمام بها والاستماع للشعر خلال الروايه، تشكل نقيض الجديه المحيطه بالموضوع.
يغني لها الكاتب " أتكونين معي / عند رحيلي/ في طوايا الروح" وفي موقع آخر يقول" أصير مطرا / لتساؤلاتك"
تندرج علاقه صلاح محاميد في محتويات الطب النفسي بقناعته بأن الطب والفن ينحدران من نفس الجذر الثقافي. ببطء، في هذا الكتاب هناك وصف لمسيره رائعه بأتجاه الوضوح المتكامل، تنبثق تكوينة الشاعر والكاتب الكامنه في داخله، لايجاد الدوافع العميقه للتصريح بالابتعاد عن التدقيق في البحث في مضامين اللاوعي.
يكتب " عندما بدأت دراسة البسيكياتريا وجدت نفسي أتصادم مع بعض قناعاتها"، لاحقا يذكر، مجيبا على سؤال يطرح " ما علاقة الشعر بالعلاج؟"، يكتب أن أتصاف الشاعر أو الفنان بالمجون، يشكلون نماذج أنسانيه بأبتعادها عن التدقيقات والقناعات الاجتماعيه الدارجه، يحققون ذواتهم متمييزين عن الانسان العام. نلتقي في طروحاته نضالا ضد ذاك التسطيح التعميمي للانسانيه الحاليه اللاهثه وراء الاسقاطات الأعلاميه والتي أنجبت بسرعه مذهله أنسانا دميه. يلتقي الشاعر مع جراحه، يضمدها ويشير بالبنان الى هويته الانسانيه السريه. يقول بورغز عن الشعر ب" أنه فقير لكنه خالد"، هو ذلك الفقر الوهمي وذاك البحث الصامت عن الذات الذي يقود الطبيب الشاعر الى عالم الجمال القابع في داخله. أشارة الطبيب للشعر وأتخاذ الفن كملهاة للوقت يرجعنا الى تلك الضفاف البريئه والمنسيه والتي من خلالها يمكننا بناء عالم برئ.
يمكن أن يشكل هذا وصفة طبيه للتغلب على خوف وأضطراب البشريه بالذات في البحث وتجسيد" البراءه الطفوليه" التي تحدث عنها ألامير زوللي، حيث فقط عند الرجوع لذراعي الطفوله يمكننا طرح كل آمالنا.
نجد حلول هذه المعضلات في هذه الروايه الحكيمه والتي تتحدث عن أصدقاء ثلاثه يتداخلون بشكل أو بآخر في مغامرات البسيكياتروزي.
سلفادور (يهودي ايطالي سامي)، الطبيب النفسي، والذي لم يستطع أشباع حاجته للعطف من خلال تعمقه وعمله في البسيكياتريا، يصير شاعرا نتيجة لقاءه بالكاتب. مع كل هذا فأن تراكم تجربته العنيفه في البسيكياتريا وحاجته الغريزيه لهدم الذات تقوده للموت. يكتب صلاح له أبياتا رائعه" سيمر ساعدك / على ذكرى بك/ قم وأنهض / وأشرب معي نخبك /......../ قم وأنهض /في حضرتك / سيلوذ خلف ظلالهم / الاطباء".
كذلك فالينتينا موسكوفا الرسامه الروسيه غير التشكيليه والتي تتداخل بشكل هائج في حياة الكاتب، لكنها توهبه في النهايه تلك الرغبه للاكتشاف في داخله سحرية الالوان. يصير الكاتب الطبيب رساما.
وعلي، الطبيب الفلسطيني الذي يعيش في المهجر وفاقد جذوره الى الابد، الملاحق من فكرة العوده لوطنه، دائم الهروب نحو المجهول وقلبه على راحته ناظرا للماضي، في لقاءه بالكاتب يصير شاعرا، رساما ويرجع لوطنه.
يصف الكاتب هذه الشخصيات بشكل تفصيلي دقيق ومعهم يتخاطب بلغة الفن لحل مشاكلهم النفسيه.
تجسد هذه الشخصيات حاله وجوديه دراميه بكون عنصرها الاساسى المهجر، وبالتحديد هي نفس الحياه التي يعيشها المؤلف الذي يعالج اولئك بنظره هادئه ومقتنعه، حيث أنه يتفاعل بأنسجام في البلد المهجر حيث يعيش.
يعبر صلاح محاميد في الشعر عن أشتياقه لارضه، في الشعر يحرر لاوعيه ( بعيدا عن البسيكياتروزي) لاشباع
ذاكرته، يصير الوطن ذاكره حقيقة ومكسبا مبدعا للذات.يقول " تعبا من ترتيب تفاصيل/ كذبة وجودي" وفي مكان آخر"أسقطي كل ألاقنعه/ لينطلق الملاك" ومن ثم " أختبروا الاساطير/حينما أصير/أسوارة لمعصمها/قلادة لعنقها".
تأخذنا هذه الاحاسيس الى ذاك العالم الذي يعرفنا على الحب كما قرأناه من خلال قصائد ناظم حكمت وكافافيس ومن خلال كبار الشعراء المعاصرين.
هكذا أختم كلمتي حول أرضية الشعر حيث أعتقد أن الكاتب يلتقي مع الجزء المفضل من ذاته وهو التعبير الاعلى لروحه.
* أمالفي هي منطقه ساحليه في جنوب أيطاليا حيث ولدت فكرة تأليف هذا الكتاب.
Psichiatrosi نقديم
Letteratura
- Disponibile : Si
- Prezzo : € 15
Editore: EDIZIONI
Hai bisogno di informazioni?
Vuoi chiedere maggiori informazioni? Lasciami un messaggio, risponderò al più presto