إسلامي ، يوميات عربي يعيش
كلمه التقديم للبرفوسور اينيو روسينيولي
Ennio Rossignoli
ألاسلام في نظر صلاح
يوميات فلسطيني
صلاح محاميد شاعر فلسطيني يعيش في ايطاليا. نشر حديثا يوميات حربيه. أن السرد الهيكلي لزخم المحتويات المعقدة تشير الى شخصيه الكاتب المركبه وثقافته المتشعبه، غير ان عروجه على ضفاف الشعر الهادئه والمنسجمه تكسب طروحاته قوه الاقناع وطاقه في النسيج الكتابي. صلاح، قبل كل شئ شاعر، يملك الروح قبل اتقان الوسيله. يستوعب تقلبات الاحداث وينجح في بلورتها في قالب عاطفي.
يومياته تذكرنا بشظايا الروح، البوئيماالتي نشرها حديثا، تلك الشظايا المتسلسله في ترابط عضوي وتصمد في وجه الاحداث اليوميه لابداع الحياه. لكن صلاح ايضا فلسطيني ينحدر من عائله عريقه ونبيله. ينتمي لشعب يجابه منذ قرن مأساه وحاليا يهوي الى القاع، مثيرا قلق العالم الذي ينظر من بعيد، كثيرا بعيد. مع هذا فان صلاح لا يفقد ألأتزان، لا يلجأ الى التطرف. وفي زمجرية هذه الاحداث يصحبنا الى عمق الكلمه وارشادات القرآن التي تنبذ العنف. وهذا ما أشار اليه الرسول( صلعم) حينما سأله احد عن ماهية المسلم" المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" أجاب رسول الله. تبدأ اليوميات وتنتهي خلال شهر وفيها يحدثنا عن أشياء مهمه حول طفولته وسن يفاعه، يشرح فيها حول التربيه، روابط العائله، التقاليد والعادات الأصيله، المعتقدات الروحيه، حول تعامل ثقافته مع قضايا الحياه والموت، حول السياسه وتاريخ وطنه، وفي هذا يسجل تاريخ شعب يأبى أن يزول. يتخلل تلك الذكريات الذاتيه ملاحظاته حول الشرق والغرب، ردودة على ورد من مفكرين غربيين في صحافتنا خلال الحرب والتي تخص الاسلام. يستخلص القارئ بأن الديمقراطيه، احترام الغير، العمل الجماعي، تحمل الاختلاف في المفاهيم والاستعداد للفهم هي من المكونات الأساسيه لثقافه وشخصيه الكاتب. " أقرأ" أنها أول الآيات وتمثل حقيقه اسس الرساله الاسلاميه- مع انها ليس دوما وبتكامل مطبقه- تعلم وتفهم وعي الاخرين.هذه الاصاله تناقض تماما فهمنا ووعينا المزيف لارشادات الاسلام. في ايطاليا، عوضا عن بعض الندوات المتخصصه فأن الاسلام يناقش فقط من وجهه نظر التعايش، لكن هذا يحتاج الى فهم عميق وحساسيه عاليه لاستيعاب ماهيه الاسلام وكل اسهام ذكي يكون ثمينا. وهذا ما تحويه يوميات صلاح، كما نعرفه في كتبه الاخرى وفي مداخلاته الاعلاميه ومقالاته الصحفيه. أن رسالته واضحه، اسلامه متسامح، ليس ذلك المتقوقع متباهيا بانجازات اسلافه ومتسلحا بجدار يحميه من عالم مبهم، بل ذلك المتفتح الباحث حتى الرمق الاخير لاحتواء ثقافه ومعرفة الاخرين، وبصبر وثقه يستقبل اختلاف الاخر عنه ويستعد لتقديم المساعده والمساهمه في بناء الحضاره مع غيره. ]كتب صلاح" ليس الاسلام ان تربي ذقنا او ان تلبس حجابا أو دشداشه. على الاقل ذلك الاسلام الذين يظهروه على شاشه التلفزيون ليس اسلامي". هكذا كتب وسيستمر بتوضيح حقيقه الاسلام حتى يصبح ايضا ملكنا.
مقدمة الطبعة بالعربية
لم أفكر قط في ترجمة منشوري هذا بالإيطالية للغة العربية. لا بل رفضت الفكرة بتاتاً حينما كان يطلبها مني ناطقو الضاد. ذلك أنني أمقت اجترار الأحاسيس, لا أومن بترجمة غير الكتب العلمية المحضة ولأن المحتويات موجهة للعقلية الأوروبية, الإيطالية خاصةً.
حاولت في "إسلامي" تعريف بعض مظاهر فحوى الإسلام بمنظار الذهنية النفسية لحضارة متقدمة اقتصاديّاً, تكنولوجيّاً وعلميّاً بالنسبة لشرقنا. كان يبدو تبذيراً وساذجاً ترجمة معلومات وأحداث دارجة في مجتمعنا, كذلك إجحافاً بحق العربي تقديم الجانب العقلي المُركب, المتطور باتجاه ما- وفي كل الأحيان مُغاير عمّا اعتاد عليه مواطننا- بلغةٍ وسرد مُكثف, ذي خواصٍ تتوافق ومقبولة مع المقاييس الأدبية وغيرها هنا.
وبالذات للسبب الأخير قررت ترجمة الكتاب, تقريباً حرفيّاً من الإيطالية للعربية. استخلصت أن اللغة تشكل المعيار الأول والأهم لفهم البنية العقلية لناطقيها, لذلك في قراري هذا أنوي تقديم العقلية الأوروبية للقارئ العربي, وقبل أي شيء, من خلال السرد اللغوي, صرف وتركيب الجُمل كما كتبت بالإيطالية, محافظاً قدر إمكاني على احترام قواعد اللغتين. ومن ثم على محتويات السرد. والأهم أبغي إرجاع مفهوم الشريعة والإسلام لعنوان الثقافة التي بشّرت بها بعد تسويغها بمنظار عصري وتوافُقها مع جوانب الحضارة الحالية.
توجَّب إضافة مفاتيح للقراءة من قبل كُتاب ونُقاد طليان لتجنب التسطيح, النشاز, السرمدية, الطلاسمية والتعقيد.
المؤلف
الثامن من شباط لسنة ألفين وخمسة.
تقديم
بقلم رينسو أرتورو بيانكوني
حينما يُقال بأنه من غير المحبذ الكتابة بلغة غير الأم، يُرتكب زلة لسان أو على الأقل يتوجب الحذر. مِن حظنا أن هنالك من فَكَّر بطريقة مختلفة, وتكراراً التعبير بلغة مُكتسبة يؤدي إلى اختزال الإطناب, أن يُذكر فقط المضمون, الإحجام عن المواصفات, عدم المبالغة في انتقاء الجمل المعقدة وإطالة التركيبات في المنطق. ينطبق هذا على من لا يكون كاتباً مهنيّاً, على ذلك الذي يكتب في مناسبات ما, لهدف شخصي أو لإيصال فكرة ما.
وهذا أمر صلاح محاميد, طبيب, متعطش للمعرفة, مناضل من أجل العدالة, مشحوذ بالإنسانية, لكنه أيضاً شاعر.
عند قراءة كتاباته يطفو على ذهننا ما يقوله في جملة العظماء, كاتب ينتمي لنفس الأصل, الفيلسوف جبران خليل جبران: " ثلاثة هي الأشياء التي أحبها في الأدب: التمرد, التكامل والانتقاء. وثلاثة هي الأشياء التي أكرهها فيه: التقليد, الالتواء والتعقيد". إن أطروحة محاميد تتأسس على التمرد في محتوياتها وكذلك فإن خصوصية السرد متفاعلة: مُقتضبة, دسمة تختلف عن أي نوع كتابي وفي أية لغة. ولهذا فهي تتجنب التقليد. أما بالنسبة للكمال فدعونا نصرح بأن الكاتب يثبته في ذلك الأسلوب النحتي في الحديث, تقترن النهاية بالبداية دون الشرود والالتواء, كما يريد جبران, وتنعدم الرسالات الثنائية والأهداف المضمرة. أما عن الانتقاء فيهنأ لنا تفسير مطلب جبران في الاتجاه الدامغ للكتاب: "الاستخلاص" والذي يؤدي حتماً إلى عكس التعقيد.
يمتلك صلاح محاميد موهبة الاستخلاص والاختصار, لا بل إنه مُجبر على هذا الأسلوب, عليه انتقاء المفردات بإيحاءاتها المؤكدة, وفي هذا يبدو لنا كاتباً يجول في رحاب اللغة الايطالية وينتقي منها المفردات الدقيقة والضابطة للتعبير عن فكرته.
ليس من حقنا السؤال إذا كان قد فكر كتابَهُ بالايطالية, لكنه من الطبيعي الجزم بأن نوع التفكير يتعلق باللغة المستعملة للكتابة. وإن عَلمنا بأن محاميد كان قد فكر كتابه هذا بالعربية فلن يكون لنا سوى السعادة وتقديم التهاني له. وذلك لمنطِقهِ الحاسم في كتاباته. يجد القارئ سرداً مستقيماً، وفي كل الأحوال نيراً ومُحصناً من تلك المواصفات التقليدية للفن الغرافيكي والبلاستيكي العربي, والتي تظهر تكراراً في الإشكاليات الأدبية, ونُعرفها في أوروبا بالأرابيسكي: الخطوط المتموجة عمداً, التخطيطات الملتوية والمركبة. تنعدم صفة الأرابيسكي في هذا العمل الأدبي لفنان عربي.
تشكل اللغة ملجأً عامّاً للتعبير عن مضامير, رموز وبواطن ذهنية في الأدبيات العربية المعروفة لدينا، والتي من خلالها نتعرف على تلك العقلية. في هذا الكتاب يتخطى المؤلف هذا المفهوم التقليدي. لقد سمعناه سابقاً كشاعر. وضاحاً, وثاباً, مصوناً ومباشراً في خطابه بحيث يبدو وكأن أبياته رسائل تيليغرافية. من المؤكد أنه كان قد فكر بوئيما شظايا الروح بالعربية فقد ألقاها بلغة أمه بينما قرأ آخرون الترجمة. نستخلص أن كتاباته بالعربية توحي إلى أسلوب تفكيري مطابق لمنشوراته بلغات أخرى. إنه واضحٌ, مشدودٌ ومستقيمٌ حتى عندما يتعامل مع مسائل الدين الإسلامي, أو التقاليد المعروفة في مجتمعه, كيفية تكريم شهر الصيام, أو ذبح الأضحية وفق الشريعة الإسلامية. نادراً تصلنا هذه التفاصيل بتلك الدقة الغنية بالرموز الهائلة والحيوية وخاصة في هذا الوقت التكنولوجي الجاف حيث تبحث الحضارة باستمرار عن الرموز.
وبهذا يرافقنا صلاح محاميد مباشرة إلى فحوى الأحاديث (من المقهى إلى الديوان) وفقاً لرؤيته للإسلام, جاعلاً إيانا نشعر بكل تفاصيل المحيط, وكأننا نشتم روائحها ونتذوق طعمها. بين السطور نحس بتلك المرجعية الوحيدة والواضحة, شخصية الطبيب المهتم بالكائن البشري والمندفع تلقائيّاً للمساعدة ولإراحة الأجيال القادمة. هذا الاندفاع ينبع من إلمامه بالطب النفسي: اهتمامه الأصلي. ينجلي بوضوح من هذا المزج بين العلوم والإيمان إرادته بناء جسر روحي بين الثقافة الغربية والعالم الإسلامي, واضعاً أسساً للحل في صيغة ثقافية عالية ومتخطياً تلك الفوارق الفكرية التاريخية والعقائدية.
هناك التعاطي في السياسة وهنا يتصف بالحرارية والاستنكار دون أن يفقد قدرته في العدالة، والتي تظهر ببيان في نقده الذاتي في توجهه لأبناء مِلته. كذلك في تلك الفقرات التي تعرض جدلاً حادّاً مشحوناً بنار الصراع , يستطيع صلاح أن يرافقنا إلى باحات الحلم بالكلمة الشعرية. يصحبنا إلى آفاق آمنة, إلى طوايا الروح العتيقة والهنيئة, أو حينما يختم خلافاً حضاريّاً بقليل من الكلمات الشعرية. في حواشي سرد روائي, لا أحد يُعرِّفه بالشاعري, في قلب القصة الواقعية والهائجة، يتدخل الشعر للتخفيف عن الوضع وتنفيس الروح. يكتفي الكاتب بالقليل من الكلمات لحسم معضلة:" فجْأة أحسست بنسيم يسري في عروقي, ببرد ثلجي. شعرت بالرشاقة وبابتسامة تعلو في ذهني ونبضٍ واثقٍ في قلبي" في كل سطر في الكتاب نجد أمامنا شاعراً, بوريد متدفق, فُجائي ووضاء, شاعراً لِصور ذهنية منفصلة, مستقلة وصافية, تحوي صبغة روحية أحياناً, وفي كل المرات تثير القارئ.
وفَوقَ كل شيء يتقن الكاتب تلك الاستخلاصات التي نريد تلقُّفها دائماً مع كلمات جبران" الشعر شعاع ومضه, وحينما يتحول إلى صف كلمات يصبح تركيبات بسيطة".
روما 28 أيار 2002
مفاتيح القراءة
بعد تقديم هذا الكتاب في مناسبات أدبية مُهمة وعديدة ارتأى لنا إظهار المخفى ما بين السطور. عودَنا صلاح في كتاباته على الاختزال, المجاز، وخاصةً استعمال ما فوق البارادوكس كلغة خطاب. مع هذا يستطيع أي قارئ تذوق الكتاب لكن ليس دون تلك الخطورة في الوقوع بخدعة السطحية, والمباشَرة في أطروحاته. تُعتبر أسطورة "الطفل الذي جلب السلام" مثالاً حيّاً لهذا: في كل قراءة جديدة أكتشف هالةً ومغازي فلسفية عميقة, لم ألاحظها قبل, تبثها الكلمات. كذلك الأمر هنا, وللتسهيل على القارئ, خاصة في نشر اليوميات بالعربية رافقْنا الفصول, حيث توجب الأمر, مفاتيح للقراءة, ليصبح إسلام صلاح ملكاً أيضاً لبني أمته, كما أصبح من قبل إسلامنا.
المحرر ميلينا ميلاني
أثر اصداره بالايطاليه كتابه الرابع( بعد حجاره من القدس، منشورات المركز العالمي للغرافيك _فينيتسيا، طفل السلام وشظايا الروح، منشورات الزيتونه)، عن منشورات سباتسيو كولتورا- كورتينا، بعنوان : أسلامي، يوميات حربيه لشاعر فلسطيني يعيش في ايطاليا، التقيت المؤلف الفحماوي الاصل الدكتور صلاح محاميد، مستطلعاً.
_عنوان مثير ومركب ويشدني به صفه التحدي والحرب في مجتمع تعيش به في خضم صراع الحضارات. كيف تتوفق في هذا؟
_ أهلتني تربيه أهلي، ثقافتي الاسلاميه ولاحقا دراستي العلميه وانخراطي في المجتمع الاوروبي للانسجام وحصنتني من اسقاطات دون كيشوتيه في تعاملي مع وجودي كمسلم هنا. لا اؤمن بثمه وجود لصراع حضاري، ذلك لان تاريخنا يطوي أطول وأعرض حضاره شهدتها البشريه والان ليست حاضره. هناتوجد حضاره تنويريه ضربت جذورها في اوروبا وما زالت في تفاعل مستمر ولا تحوي ثوابت سوى تمسكها بعملية النفي العنيف، إلغاء الماضي، نرجسيتها، ادعائها ونشاطها في التفوق والاستعلاء. وهذه الحضاره متقدمه تكنولوجيا، اقتصاديا وبيروقراطيا مع انتاجاتها العلميه والاجتماعيه الايجابيه. أفُلت أضواء الحضاره العربيه قبل خمسه قرون ونيف. ان أختلاق مصطلح الصراع الحضاري يصب في المصلحه الانانيه لورثه الثوره التنويريه في اوروبا وأمريكا ويشير الى تشبثها بالافكار المسبقه السلبيه تجاه الشرق والذي يعود الى ما قبل ظهور المسيحيه.
تنسجم تعاليم الاسلام مع آفاق التوجه العلمي الاوروبي والاتجاهات في احترام الفرد، قبول الغير بفولوكلورهم.تلك الامورالتي أدت الى نجاح الفتوحات الاسلاميه ومن ثم بناء حضاره يعيش في كنفها ويشارك في رفع صرحها شعوب وقبائل لمدة عشر قرون. كمسلم نشطت في استيعاب القواعد العلميه والاجتماعيه للمجتمع الغربي. وكمسلم أمقت التقوقع والمباهاه الجوفاء في انجازات أسلافي، التعامل مع الغرب وقيمه بالرفض والكراهيه ورؤيته ككتله. هناك قيم اوروبيه كثيره تتوافق مع مطالب الاسلام، أكتسبها دون حرج.هناك توجهات لا توافقني كانسان فأدحرها وأطرحها في أجنده النقاش الحضاري. هنا توجد آذان صاغيه ومفاهيم ديموقراطيه وقابليه للجدال. هنا توجد أيضا أزمات ومعضلات وجوديه وأجزم أن الاوروبي بحاجه لاحساسنا الشرقي. نشهد مرحله حيث يضطر العقل التنويري الاوروبي للتخلص من نظرته الاستعلائيه وأفكاره المسبقه والتمحيص في الذهنيه الاسلاميه. أعيش هنا وأردت أن أقدم لمن أستضافني وقدم لي العلوم فحوى الاسلام وفقا لرؤيتي واجتهادي.
_لكنها يوميات حربيه؟
_ أي نعم. لانها كتبت زمن الحرب ضد أفغانستان. ولانها تواجه أطروحات فكريه حربيه مفروضة علي كمسلم ولم أجد أمامي والله سوى الرد والنصر. فرددت بالكلمه ال
إسلامي ، يوميات عربي يعيش
Affari ed economia
- Anno : 2015
- Disponibile : Si
- Prezzo : € 10
Editore: دار الكفاح
Hai bisogno di informazioni?
Vuoi chiedere maggiori informazioni? Lasciami un messaggio, risponderò al più presto